الأمل الباسم المدير
عدد المساهمات : 911 13264 تاريخ التسجيل : 22/05/2009
| موضوع: إن غدا لناظره قريب : شرح الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 9:34 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم .
كثيرا ما يدور هذا الشطر _( فإن غدا لناظره قريبُ)_ على الألسنة ، وهو بيت من قصيدة رائعة لهدبة بن خشرم ،وقالها في السجن مع ابن عم له اسمه أبو نمير ،يسليه ، ويسلي نفسه ،والأبيات من أمالي القالي .
قال هدبة بن خشرم :
طربتَ وأنتَ أحياناً طَروبُ :::::::: وكيفَ وقدْ تعلّاكَ المَشيبُ
يُجِدُّ النَّأْيُ ذكركَ فى فؤادي::::: إذا ذهِلتْ عنِ النأيِ القلوبُ
يؤرِّقُني اكتئابُ أبى نُميرٍ ::::::: فقلبي مِن كآبتِهِ كئيبُ
فقلتُ لهُ: هداكَ اللهُ مهلاً ::::::: وخيرُ القولِ ذو اللبِّ المصيبُ
عسى الكرْبُ الذي أمسيتَ فيهِ :::::: يكونُ وراءَهُ فرجٌ قريبُ
فيأمنَ خائفٌ ويُفَكَّ عانٍ ::::::::: ويأتيَ أهلَهُ النائي الغريبُ
ألا ليتَ الرياحَ مسخراتٌ ::::::: بحاجتِنا تباكرُ أو تؤوبُ
فتخبرَنا الَّشمالُ إذا أتتْـنا:::::: وتخبرَ أهلَنا عنّا الجنوبُ
فإنّا قد حللْنا دارَ بلوى::::: فتخطئُنا المنايا أو تصيبُ
فإنْ يكُ صدرُ هذا اليومِ ولَّى :::: فإنَّ غداً لِناظرِهِ قريبُ
وقد علمتْ سُليمى أنَّ عودي :::: على الحَدَثانِ ذو أيْدٍ صليبُ
وأنَّ خليقتي كرَمٌ وأنِّى :::::: إذا أبدتْ نواجذَها الحروبُ
أعينُ على مكارمِها وأغشى :::: مكارهَها إذا كعَّ الهَيوبُ
وقد أبقى الحوادثُ منكَ رُكناً :::: صليباً ما تؤيِّسُهُ الخطوبُ
على أنَّ المنيةَ قد توافي :::::: لوقتٍ والنوائبُ قد تنوبُ
بعض الشرح :
فيأمنَ خائفٌ ويُفَكَّ عانٍ ::::::::: ويأتيَ أهلَهُ النائي الغريبُ
العاني : الأسير .
النائي : البعيد .
والفاء في هذا البيت هي الفاء السببية ، سبقت بترج (عسى) ، فانتصبت الأفعال : يأمن ،ويفك ،ويأتي .
فتخبرَنا الَّشمالُ إذا أتتْـنا:::::: وتخبرَ أهلَنا عنّا الجنوبُ
كذلك الفاء هي السببية في :( فتخبرنا) ،وقد سبقت بتمن في البيت السابق :ألا ليت ... .
وقد علمتْ سُليمى أنَّ عودي :::: على الحَدَثانِ ذو أيْدٍ صليبُ
الحَدَثان : نوائب الدهر ونوازله ، والكلمة هكذا بناؤها بالألف والنون .
الأيْد : القوة .
أعينُ على مكارمِها وأغشى :::: مكارهَها إذا كعَّ الهَيوبُ
كع الهيوب :جبن الجبان وتراجع .(شرح المحقق) .
وقد أبقى الحوادثُ منكَ رُكناً :::: صليباً ما تؤيِّسُهُ الخطوبُ
تؤيسه :تؤثر فيه .(كلام أبي عالي القالي) .
على أنَّ المنيةَ قد توافي :::::: لوقتٍ والنوائبُ قد تنوبُ
النوائب : المصائب .
| |
|